سيدي الشهيد ( ابو عمار) في عليائك .. احسان الجمل
سيدي الشهيد ( ابو عمار) في عليائك .. احسان الجمل
سيدي الشهيد في عليائك، سبع سنوات هي عمر رحيلك، افتقدناك فيها دائما، في كل لحظة، وكل موقف، وكل مرحلة، ننتظر رؤيتك الى الامور بعينيك الثاقبتين، وقوة بصيرتك، وحكمتك الموضوعية العقلانية، وسلامة الموقف.
سبع سنوات، هي سنوات العجاف التي ذٌكرت في الكتاب الحكيم، تصحرت كل المواقف وتجمدت، لاننا وحدنا، نواجه الاحتلال، وخلفه امريكا،الذي توغل في استيطانه، والعالم يقف متفرجا، لا يبتعد عن المناشدة او الادانة الغير مرفقة بعقوبات وتهديدات كالتي تمارس بحقنا.
وحدنا سيدي الشهيد وسيد كل الشهداء، نقاوم، نقاتل، نجاهد، ونصمد. وما يطمئننا، انك اخترت بعناية خليفتك وانت على سرير الوداع، وهذا جزء من سر قوتك، اخترته رغم محاولة الكثيرين ابراز الخلاف بينكما، وحاول الكثير منهم وضع العصي في دواليب مسيرة خليفتك الرئيس ابو مازن، الذي ابلى البلاء الحسن وفوق المتوقع، وكما طلبوا السماح والاعتذار منك بعد استشهادك، بعضهم يطلبه الان من الرئيس ابو مازن ولو باستيحاء، وخلف الكواليس، التي يرفضها الرئيس ابو مازن، الذي يكرس سياسة الشفافية بالمطلق.
سيدي الشهيد، اود ان اطمئنك اننا اليوم نلنا مقعدنا في الاونيسكو،وشكل ذلك صدمة لكل اعدائنا، ونحن على ابواب الامم المتحدة نكافح لنيل العضوية، والسلطة بنت المؤسسات، واصبحنا على مرمى حجر من الدولة التي كرست حياتك لاستقلالها. وعادت القضية الفلسطينية لى موقعها الاساس، قضية مركزية لكل شعوب العالم التي تتضامن معنا، وبعضها يدفع الارواح، عكس قادتهم الذين يبحثون عن مصالحهم على حساب عدالة القضية.
سيدي الشهيد الربيع العربي ازهر، وبراعمه بدات تتفتح، اليوم بدأ الجميع يدرك حجم واهمية قرارك السيادي باستقلالية القرار الوطني المستقل، لقد بدأوا بالاعتراف الان، ويتحدثون عنك كم كنت صائبا بذلك، يتحدثون عن علاقتك بالزعماء الذي كانوا يريدون قلمك، وكنت تدري ذلك، وتنسج علاقة بين الحفاظ على استقلالية القرار وربط القضية بعمقها العربي الذي لا بد منه.
سيدي الشهيد، ايضا الربيع الفلسطيني بدا يلقى لونه الاخضر علينا، وها نحن نسعى الى اصلاح ما افسده الدهر والاخرون، نصر على المصالحة، وعلى رأب الصدع الذي تشقق في فترة غيابك، وكما كنت ديمقراطيا في غابة البنادق، نحن نمارسها ونكملها، ولكننا ندعو في هذه المرحلة الى ديمقراطية غابة الافكار والبرامج من اجل فلسطين تتسع للجميع، والى الوحدة التي رسمتها كخط احمر لا يمكن تجاوزه اذا اردنا الانتصار، وكنت تقول اننا الرقم الصعب العصي على القسمة والانكسار.
سيدي الشهيد، سبع سنوات، وكانها لحظات،ما زال مقر المقاطعة، بكل تفاصيله وتجلياته ماثلا امامنا، بعنفوانك،بصمودك، وبشجاعتك التي لم تهتز رغم هول الاحداث، وخرجت مبتسما، ملوحا بيدك انك عائد. السياسة نفسها تمارس اليوم على الرئيس ابو مازن، ضغوطات ونعوت تعيد المسلسل نفسه معك، لن نخفي عليك خوفنا، ولا يزعجنا من ذلك، سوى الرئيس نفسه، الذي يعلن تكرارا ومرارا انه سوف ينزل عن متن السفينة، ويتركنا للامواج العاتية.
سيدي الشهيد، عندما يأتي السيد الرئيس ابو مازن لوضع اكليل من الزهور وقراءة سورة الفاتحة، ارجوك اهمس له في عقله قبل اذنه، تراجع ايها الخليفة، وابقى ربان السفينة الى حين يرفع شبل من اشبال او زهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق القدس وروابيها. فنحن ما زلنا بحاجة اليه وهو اثبت انه خير خلف لخير سلف.
سيدي الشهيد، سبع سنوات من العجاف مرت، ولا شك ان الحصاد الان قد دخل موسم القطاف، ها هو ربيعنا الفلسطيني اينع اول زهرة قرب ضريحك لينشر عبق الحرية والاستقلال، فنم قرير العين يا صاحب الالقاب الحميدة كلها.
احسان الجمل
مدير مكتب التعاون الصحفي الفلسطيني- لبنان
ihsaneljamal@hotmail.com
eljamalfateh@gmail.com
tel:009613495989