بعثة جامعة الدول العربية في بكين تقيم حفل استقبال بمناسبة يوم المغترب العربي
مجلس السفراء العرب وبعثة جامعة الدول العربية
يقدمان درعا للمركزين "الدبوماسية الشعبية" و " العربي للمعلومات "
ويخصان الدكتور مصطفى السفاريني سفير دولة فلسطين الاسبق ، رئيس المركز العربي للمعلومات
على جهوده في تدعيم العلاقات العربية الصينية وخدماته للانشطة العربية في الصين
مداخلة الدكتور مصطفى السفاريني
سفير دولة فلسطين الاسبق ، رئيس المركز العربي للمعلومات ، والرئيس الفخري لمركز الدبلوماسية الشعبية
ردا على تكريم مجلس السفراء العرب له وللمركزين "الدبوماسية الشعبية" و " العربي للمعلومات "
بمناسبة الاحتفال بيوم المغترب العربي
4/12/2013
بسم الله الرحمن الرحيم
لدي ثلاث نقاط اود الاشارة اليها بعد التأكيد على ملاحظتين اثنتين :
الملاحظة الاولى : الاشادة عاليا بقرار مجلس وزراء الخارجية العرب لتخصيصه هذا اليوم للمغترب العربي ، مع تقديم واجب الشكر لمجلس السفراء العرب وبعثة جامعة الدول العربية على احياء هذا اليوم دعما للمغترب العربي ونصرة له ..
الملاحظة الثانية : من موقعي كشاهد على اوضاع المغتربين العرب في هذا البلد الصديق ، وعلى مدار خمسة عقود ، يمكنني أن اجزم بأن هناك خصوصيات حادة ( او محددة ) تنفرد بها الصين عن غيرها من دول العالم .. اذ لم يكن فيها حتى بداية عقد التسعينات من االقرن الماضي ، وعلى امتداد عقود ما بعد انشاء الصين الجديدة غير التواجد الاجنبي الرسمي ، ولكن الامر اختلف كثيرا منذ بداية التسعينات حين نهضت الصين ، وشهدت تطورا مذهلا في جميع المجالات ، وغدت رافعة للاقتصاد العالمي ، وضامنة للسلام والاستقرار العالميين .. فتدفق اليها الاف الاجانب وفي مقدمتهم العرب للدراسة والاقامة والتجارة والاستثمار ..
اما النقطة الاولى من النقاط الثلاث ، فهي انطلاق الصين وانعتاقها ، ونجاح عملية الاصلاح والانفتاح فيها ، وما ترتب عليه من تبوأ الصين مكانة متقدمة على مسرح الاحداث الدولية ، فتح عيون دول كثيرة عليها ، ان لم يكن طمعا فيها ، فاعاقة لتقدمها ، ووضعا للعراقيل في طريقها ، الامر الذي ادى الى احاطتها بأعداء كثيرين ، والى تسعير النار على حدودها الخارجية والملتهبة اصلا ، جنبا الى جنب ، مع وجود قنابل موقوتة في الداخل تعزف على قيثارة الانفصال والتهديد المباشر .. الامر الذي لا تتسامح فيه الحكومة الصينية تحت اي ظرف ، لاسيما في ظل وجود ست وخمسين قومية ، تشكل في مجموعها فسيفساء واسعة من الثقافات واللغات والاديان ..
ما اريد قوله هنا ، ان مراعاة خصوصيات هذا البلد ، واحترام نظمه وقوانينه ، هو المعيار الذي يضمن تواجد الاجنبي على ارضه ، وتحقيق مصالحه فيه .. فلا أمان لأحد اذا تم المساس بالنظام العام ، ولا حصانة لاحد ان ارتكب مخالفة تخدش النسيج الاجتماعي .. الامر الذي يتطلب من المغترب العربي تحديدا ، وفي هذه الظروف الدقيقة على وجه الخصوص ، ان يبقي عينيه مفتوحتين على مجمل القوانين ، الصغيرة قبل الكبيرة ، خدمة لمصلحته اولا ، وضمانا لاستقرار وضعه الاجتماعي والقانوني ثانيا ..
النقطة الثانية : المغترب العربي في الصين يواجه مخاطر ذوبان خصوصيته الثقافية والدينية والوطنية للجيلين الثاني والثالث ، ومن الضروري التحرك لتوفير كل ما يحتاج اليه للمحافظة على موروثه الاصيل الذي يبقيه مرتبطا وجدانيا وميدانيا ( او عمليا ) بلغته ودينه وثقافته وهويته ووطنه ، وليست اقل من اجل تحقيق ذلك من افتتاح المدارس ، وانشاء المراكز الثقافية غير الحكومة على غرار العشرات من مراكز كونفوشيوس الثقافية في دولنا العربية .. اضافة الى ضرورة متابعة ما يعاني منه المغترب العربي على صعيد القوانين الخاصة بتأشيرات الاقامة وتجديدها وكما تأشيرات السكن وكل ما له علاقة بموضوع المساجد والمقابر وغيرها ..
النقطة الثالثة والاخيرة : تتسابق دول العالم على الاستفادة من طاقات وامكانات مغتربيها لصالح البناء والتنمية فيها الا وللاسف دولنا العربية .. فالكفاءات العربية الموجودة في هذا البلد تتوزع على مختلف المجالات الاعلامية والصحفية والاكاديمية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها ، ويرجع الفضل اليها في المساهمة ببناء اللبنات الاولى ووضع اللمسات المبكرة في العلاقات العربية الصينية .. فمتى يحين الوقت لتوظيفها واستثمارها في خدمة العمل العربي المشترك ..
صاحب السعادة سفير سلطنة عمان عميد السلك الدبلوماسي العربي
صاحب السعادة احمد مصطفى القائم بأعمال بعثة جامعة الدول العربية
اصحاب السعادة السفراء والقائمين بالاعمال / الاخوات والاخوة من مغتربين وجاليات / الرفاق والاصدقاء
تكريمكم اليوم لشخصي هو تكريم لفلسطين ... ولن تجدوا مني كشخص او كمركز للانشطة العربية في الصين الا كل ما يرضيكم ويخدم العلاقات العربية الصينية ..
والسلام عليكم